اقرار ملتقى المغرب في نسخته الثالثه التبرك باثار النبي في تراث الصحابة والتابعيين وسا

[مصدر خاص]

اقر مساء اليوم رئيس مؤسسة الرابطة العالمية العالمية للانساب الهاشمية برنامج مؤسسة الرابطة لموسم الصيف في نسخته الثالثة بالمملكة المغربية باسم التبرك باثار النبي في تراث الصحابة والتابعيين وسادة آل البيت سلام الله عليهم .والنسخة الثالثة لهذا العام لملتقى الرابطة في المغرب سوف تشرع الجانب الاصولي الذي يحكم التبرك باثار النبي والمتعلقات المنسوبة اليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو ياتي كثمرة علمية للنضوج الفكري الذي تتسم به مؤسسة الرابطة روحا وانتماء وفكر هاشمي مترسخ عبر التاريخ .
من جهة اخرى اجرى رئيس مؤسسة الرابطة العلمية العالمية للانساب الهاشمية اتصالا هاتفيا بسماحة المولى الشريف العلامة سيدي علي بن احمد الريسوني العلمي الادريسي الامين العام لمؤسسة الرابطة فرع المغرب امين عام ملتقى 13 قرنا على هبة الاسلام للغرب وهي الذكرى التي خلدتها مؤسسة الرابطة عبر احياءها بفضل الله كمشروع حضاري لتذكير الغرب المسيحي بهبة الاسلام على اوروبا وانتشالها حضاريا وعلميا واخلاقيا . بحث معه برنامج الملتقى في نسخته الثالثه وهناءه بمناسبة عقد قران الشريفه كريمته حفظها الله والتي مثل المؤسسة فيها مساعد الرئيس العام للثقافة والاعلام والعلوم سيادة السيد طاهر العلوي الحسيني .
واجرى الرئيس العام اتصالا هاتفيا بسيادة الشريف عبدالله حافيظي السباعي الادريسي مستشار الرئيس العام بالمغرب وضعه في جو المباحثات التي عقدها رئيس المؤسسة مع سيادة الشريف الدكتور محمد الشحومي الادريسي والاشراف السنوسيين الادارسة من فرع الرابطة بليبيا واتفقت الرؤى حيال ماتم طرحه .
هذا وسوف يصل الى الرياض رئيس المؤسسة الى الرياض لتهنئية النائب الثاني لمجلس الوزراء بمناسبة تعيينه وفقه الله لخدمة الدين والوطن .
http://www.ashraf-online.com:8686/vb...ad.php?t=61427

[admin]

http://www.ashraf-online.com:8686/vb...ad.php?t=52716

[محمود أبوعائشه حامد الغمر]

واجرى الرئيس العام اتصالا هاتفيا بسيادة الشريف عبدالله حافيظي السباعي الادريسي مستشار الرئيس العام بالمغرب وضعه في جو المباحثات التي عقدها رئيس المؤسسة مع سيادة الشريف الدكتور محمد الشحومي الادريسي والاشراف السنوسيين الادارسة من فرع الرابطة بليبيا واتفقت الرؤى حيال ماتم طرحه .
[/QUOTE]

[الشريف عبدالرحمن أبلج]

حينما أشرق نور الاسلام على العالم تفجرت ينابيع وأنهار العلم في كل المجالات الحياتيه , فهنيئا للعالم بالاسلام ونبي الاسلام وحملة لواء الاسلام أهل البيت الكريم .

[مولاي علي العلوي]

لقد علمت ان المسمى مولاي الحسن المدغري العلوي قد اتصل بالمسؤول الاول عن الرابطة العلمية العالمية للانساب الهاشمية و من اجل توضيح ما هو غامض يشرفني ان اضع رابط رابطة الشرفاء العلويين و ابناء عمومتهم بين يديكم كي تتعرفوا على الرابطة و كذا رئيسها و اعضاء مكتبها و السلام,http://chorafa1.blogspot.com/

[مصدر خاص]

اجتماع الاشراف في المغرب

الملتقى الثالث تبرك الصحابة
بآثار رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبيان فضله العظيم

لقد كان الرعيل الأول من الصحب الكرام رضي الله عنهم أشد الناس تمسكاً بالسنَّة ، واقتداءً برسول الأمة صلى الله عليه وسلم .

وكانت قوة محبتهم له وتعظيمهم لقدره الشريف .. يدفعهم إلى التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم.

و يهدف هذا الملتقى الى ايضاح الأدلة الصحيحة التي لا مطعن فيها لتأكيد هذا المعنى في هذا الملتقى الجليل في موضوعه .

وما التبرك ؟

إنه عنوان المحبة التي استولت على نفوسهم .

ومهما تعددت أسماء هذه المحبة .. ستبقى محبة .

ومهما لام العاذل المحب .. فإن المحب لن يلتفت .

وهذا هو الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ، كيف كان حبهم له عليه الصلاة والسلام ؟

كان صلى الله عليه وسلم أحب إليهم من نفوسهم وأولادهم والناس أجمعين .

فهرعوا إلى التبرك بكل ما له اتصال به صلى الله عليه وسلم طلباً للبركة ، والشفاء ، واستقامة الباطن ، وحسن الأدب والخلق .

ولئن كانت الأمم تعتز بعظمائها وبآثارهم .. فإن أحق من نعتز بآثاره هو من أوجب الله علينا في محكم كتابه أن نعظمه وأن نوقره ونعزره .

وهذا الملتقى يجلو المراد .

هذه دارهم وأنت محبٌّ ما بقاء الدموع في الآماقِ

والله ولي التوفيق

[مصدر خاص]

الجلسات العلمية

اولا الجلسة الاولى

تبرك الصحابة باثار النبي وبيان فضله العظيم للدكتور الشريف محمد بن علي بن عقيل الحسني

الشريف مولاي احمد الريسوني حياته وجهاده للاستاذ فضيلة الشريف محمد بن احمد ال خيرات الحسني "معركة المخازن"

ثانيا :الجلسة العلمية الثانية:

الرحلات المغربية ودورها في تحقيق اماكن الاثار النبوية في الحجاز المقدس

للشريف علي بن محمد بن علي الحسني

اثار النبي في حياة مسلمي الاندلس فضيلة السيد الدكتور طاهر بن حسن عقيل الحسيني العلوي

الجلسة العلمية الثالثة:
اثار النبي في تراث ال البيت النبوي لفضيلةالشريف عبدالرحمن الابلج الرسي الحسني
عناية الشعراء في توثيق اثار النبي لفضيلة الشريف الاستاذ عبدالله بن حسين القاضي الجوهري الحسني

[COLOR="Teal"]الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في القراءن العظيم للدكتور سمير باعيسى المخزومي القرشي[/COLOR]

[محمد سليم]

المغاربة اول من أعادوا للصحابة أمجادهم وتاريخهم فخر للعرب وفاتحين أوروبا لولا الكبرياء لدانت لهم فرنسا وألمانيا وألتقوا مع تركيا عند جبال اسكندر الأكبر فاتح العالم قبلهم

[إسماعيل بن علي الحسني]

الأخ مولاي علي العلوي نتشرف أن تعرفنا بنسبك العلوي إلى أي فخد تنتسب ؟
و غلى أي فخد من العلويين ينتسب رئيس رابطتكم سعيد الحروش ؟ هذا من اجل التعارف و صلة الرحم .
فنحن نتشوق لمعرفة اقاربنا .
و اما عن مولاي الحسن المدغري العلوي فهو من خاصة المدغريين العلويين الأشراف و نسبهم معروف مشهور في مدغرة و نواحيها و في مكناس و نواحيها و في فاس و نواحيها و هو من أبناء عمومتنا الأقربين .

[الشريف عبدالرحمن أبلج]

بسم الله الرحمن الرحيم

أية أمه من الامم لا تملك آثارا تدل عليها كشاهد عصر على وجودها والا خرجت من سجل الحياة , فاذا عدمت الآثار كشاهد انعدم وجودها , فالآثار مآثر الأمم على تقدمها أو تخلفها عن الركب الانساني في الحياة , فالأموات هم الذين لا يتركون أثرا .
يستدل علماء الآثار بالآثار نفسها على الانسان نفسه , لكون الآثار تاريخ صامت غير ناطق , ومنه يتم التقويم والتقييم علي الموروث الحضاري العلمي والتاريخي لتلك الأمه , يثبت وجود ها أو ينفيه .
هناك آثار عرفها العلماء , وآثارا لم يفصحوا عنها نتيجة للغموض الذي يكتنفها , كان هناك أمة توارثت البقاء وقدمت لوحه جميله للتطور البشري في هذه الحياه , وآثارا تدل على أن أمة ما , لم تساهم في إنعاش الحياه ليعم الرخاء والتقدم لما يصلح أحوال البشر في هذه الحياة .
الأمه التي لا تقدم مستجدات حديثه يعطيها الثبات والخلود يثبت حيويتها وتفاعلها و دوام بقائها حاضرا ومستقبلا , فقد فيل ( تلك آثارهم تدل عليهم ) تلج الأمم سجل الخلود بما تقدمه من مآثر للبشر لتكون تلك المآثر بعد ذلك آثارا .
أول الملهمين في السجل البشري الأنبياء عليهم السلام ارسلهم الله هداة مبشرين ومنذرين لتعليم البشر النظام والسلوك و المدنية , فكانت العبادات هي الأس لهداية البشرية , والعبادات المجردة من السلوك ليست بذات بال , لأن الحضارات يخلدها سلوك البشر , فلكل نبي من أنبياء الله ورسله أثرا يخلده , دبج ذلك في قصصهم المبارك , وعرفت أماكنهم وسجل تاريخهم وسطرت آثارهم في كتاب الله , ( منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ) .
عرفناهم بكتاب الله فذاك إثباتا لا يحتمل الظن , ومن لم نعرفه كان لنا في ذلك خيارا في تحقيق المعرفة أن نتركهما متى جهلناها لتنتقل بعد حين الى من يعرفنا إياها , إما حاضرا أو مستقبلا ( وفوق كل ذي علم عليم ) .
إن كثير من الحضارات دمدمت في باطن الأرض كقوم صالح عليه السلام , لقوله تعالى : ( فدمدم عليهم ربهم ) لعلك تجد الكثير من الاهرامات لازالت مدفونه تحت الرمال لم يتم الكشف عنها بعد , لتكلفة الكشف المرهقة , فما بالك بتكلفة البناء آنذاك .
ينشأ حضارات ثم تندثر بعدد من المتغيرات والمتحولات الطبيعية عبر المسيرة الإنسانية .
مائة واربعة وعشرون الف نبي في الأمم لانعرف منهم إلا ما سطره لنا القرآن الكريم فلقد بين لنا أسماء خمسة وعشرون نبيا , هذا ما تم ذكره في الكتاب الخالد , ومن الأمم التي أشار اليها القرآن الكريم أمة نبي الله هود عليه السلام , واطلق عليهم القرآن ( قوم عاد ) شيدوا حضارات عملاقه في التاريخ , قال لهم نبيهم كماقال تعالى : ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون ) فمتى خلت الحضارة من السلوك التعبدي كانت عبثيه كما قال سيدنا هود عليه السلام لقومه , فهؤلاء القوم أشادوا حضارات وآثارا خلدها الزمان , وكلمة ( آية ) يدل على عظم هذه الحضارة وتفردها بمقومات عملاقة فائقة التعقيد .
إن الآثار العملاقة التي خلدوها منذ خمسين ألف سنه بقيت شاهدا ناطقا الى هذا اليوم في مصر وجنوب الجزيرة العربية وشمالها , وهناك آثار لازالت في بطون الرمال بالربع الخالي , تسلمت العمالقة ذلك الارث من قوم عاد ثم الكنعانيين المنتشرين في جميع الأقطار والذين كانو متواجدين في عصر نبي الله يوسف ثم في عصر موسى عليهم السلام , لأن نبي الله ابراهيم عليه السلام كنعانيا .
كل أمة من الامم لها لمسات تاريخيه ثم تحولت فيما بعد فكانت آثار , ولازال علماء الآثار يجهلون الكثير مما خلفه سابقيهم , نستنج من تلك الآثار شيئين أثنين , ما خلفه الأنبياء عليهم السلام , وما خلفته الأمم السابقة .
الكثير من الناس يستخدم الحلال والحرام سلاح لصد الناس عن السؤال عن الآثار , لأن البعض منهم ليس له خبرة في هذا المجال ولو قال حين يسأل وهو لايعلم , لاأعلم كان اجدر له من التشويش على الناس , ويكون اسدى للناس معروفا يستحق الثناء عليه , ولكان أولى من التحريم والتحليل , قال تعالى : ( و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) 108الانعام , هذا في السب فقد نهانا الاسلام عن ذلك , فما بالك بمن يفتي بهدم آثار المسلمين وغير المسلمين بحجج الشرك والتشريك وغير ذلك من لزوم مالا يلزم من الدعاوي التي لا تحمل في جوهرها ومكوناتها ما يدعو الى حرمتها
إن التعدي على الآثار بالهدم والازالة , أمر لا يستند الى أي دليل من القرآن والسنه ومن قال بغير هذا فقد أسى وتعدى وظلم , ان التعدي على خصوصيات المسلمين وغير المسلمين فيما توارثوه أمرا غير مقبول و لا يليق على الاطلاق بمسلم أن يفرض قوته وجبروته على الآخرين بغير وجه حق , فكلما تحمله الآثار من مقومات ومعاني قديمة أو جديدة ليست إلا عضة واعتبار .
في وادي الرقيم آثار أصحاب الكهف الذي ورد ذكرهم في كتاب الله , وهنا مربط الفرس في العبرة من ذلك التوجه حيث تكمن في دولتين مختلفتين في المفاهيم والنظام والسلوك , دولة كافرة متجبرة متجردة من الفضائل والقيم مستخدمه الفضاضة على شعبها , تحارب الله ورسله وعباده المؤمنين , تطارد من عرف الله وعرف الحقوق والواجبات وسلك مسلك الأنبياء سلوكا , مثل شباب أصحاب الكهف الذين فرو بدينهم من ذلك الحاكم الشرير الظالم الجائر , مقتدين الشباب بسلوك الأنبياء عليهم السلام , لم يجدو من بد سوى الفرار بدينهم من المضايقات والمطاردات الظالمة , فلجئوا الى ذلك الكهف الذي أصبح فيما بعد أثرا من الآثار , لقد أعياهم التعب والمعاناة فوضعوا جنوبهم على الثرى في ذلك الكهف , ثم نامو , وهو مايسمى نوم أهل الكهف , لم يكن بخلدهم أن ينامون ثلاثة قرون , ثم استيقظوا من منامهم فظنوا أنهم نامو يوما أو بعض يوم .
ثم يبعثون مستيقظين من رقدتهم , في زمن حكومة عادله تراعي الحقوق والواجبات وتراعي إنسانية الانسان في دستورها ونظامها وتعاملها , فلما نهضو من رقدتهم وكشف أمرهم عادو الى الرقدة الأبدية وانتهى الأمر عند ذلك الحد .
ما يهمنا في هذا الموضوع هو العدالة السائدة في تلك الدولة نظاما وسلوكا فالكهف والرقيم أشار اليهما القرآن الكريم إشارة تعجب لمن كان له قلب فقال تعالى : ( أم حسبت أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) 9الكهف , نعم إنه عجب وأي عجب .
دل عليهم القرآن العظيم للعضه والاعتبار لا أن يعطل أهل العقول عقولهم ويعبدونهم من دون الله كما قد يتبادر الى البعض من الناس مستخدمين الشرك ذريعة لتدمير تاريخ من سبقنا من الأمم وكانهم ولجو نياتهم .
ثم يأتي حكومة تحمل ثقافة ومبادي وقيم وعدل ومراعات للإنسان أيانا ذلك الانسان , ويصور القرآن الكريم دور الحكومة العادلة حينما عثروا على أصحاب الكهف , يعطينا كتاب الله الجواب الشافي في هذا الشأن , قال تعالى : ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) 24الكهف , ومسجدا تعني مزارا , أو مكانا يتعبد فيه لأن الفتية هؤلاء مباركين , والموقع مبارك وبنو عليه مسجدا , هكذا أخبرنا القرآن الكريم من دون أن نلمع القول ونحوره على مزاجنا القاصر , لأن هذا الموقع يحمل في طيه عضات وعبر, وهكذا تم وضع مكان للعبادة على ظهر ذلك الكهف , وقد يظن الظان الجهول أتهم يعبدون أصحاب الكهف , والمقصود عبادة الله , فقد كان المحراب على اتجاه بيت المقدس , ثم تحول المحراب الى بيت الله الحرام.
ولم يطالبنا القرآن الكريم بهدم أو إزاله أو طمس أو تدمير أو تشبيك أو تسييج لذلك الكهف , كما قد يتبادر الى قليلي المعرفة والعلم بالآثار وماهياتها وكينونتها .
إن الكهف أثر من الآثار من دون شك يشحذ الهمم ليميز الانسان السوي بين النظم الحكومية الظالمة والعادلة منها , ويوضح لنا بإشارة لطيفة أن نميز بين الخبيث والطيب من الناس . وكيفية فرار أولئك الفتية بدينهم الى الله فخلد ذكرهم في كتابه العزيز .
فآثار قوم صالح وقوم شعيب وقوم لوط وغيرهم من الأمم التابعين لأولئك الأنبياء عليهم السلام , قال تعالى في آثار قوم لوط عليه السلام : ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون ) 137الصافات , للعضة والاعتبار ولم يأمر سبحانه بهدم او تدمير أو حرق أو تكسير أو إبادة أو طمس ونحو ذلك , قال لتمرون , وجدت لتبقى عضة وذكرى , هذا هو المقصود منها .
وهناك من الآثار التي خلفتها الأمم السابقة من الحدائق والقصور والمدن والنقوش والزخارف والعلوم تعد ملك للإنسانية نستدل بها الى التحديث والتجديد إما بزيادة أوإضافة أو تعديل .
وجاء الدور الجديد دور الاسلام الخالد , وتعددت مآثر المسلمين , وكل أمة مسلمة تضيف الى من سبقها بالتحسين والتجميل والابداع , كالآثار الأموية , والعباسية , والطولونية , و الاخشيدية, والفاطمية , و الأيوبية , والمماليك , والعثمانيون , وغير ذلك ممن لم نذكرهم .
ومن ثم تاتي الدولة السعودية وعلى رأسها الملك عبدالله الذي قام بإنشاءات جديدة رائعة في توسعة الحرمين الشريفين والتي لم يسبق لها مثيل عبر أطوار التاريخ , وهي تحسب له من دون شك .
و ما يهمنا في هذه العجالة هي الآثار الاسلامية بجوهرها الاصيل من مساجد , ومواقع , ومقابر, وأضرحة , ومشاهد , وقباب , ومدارس , ومعالم , ومواقع , كغار حراء المتواجد في جبل النور الذي تعبد فيه اسماعيل عليه السلام , قال تعالى : ( واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ) 54مريم , وتعبد في الغار أيضا نزار ومعد وعدنان وكعب بن لؤي وكنانه ومدركه وقمة المتعبدين في هذا الغار هو رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حفيد ابراهيم الخليل عليه السلام .
ومن تلك المواقع والآثار غار ثور ودار الارقم بن الارقم ودار خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها , و مكة المكرمة والمدينة المنورة وما بينهما مليئة بالآثار التي تخلد ذكر أولئك القوم الصالحين الذين قادهم رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لنشر العدل ورفع الظلم والعنصرية المقيتة عن الشعوب المضطهدة والمظلومة والذي قال تعالى فيه : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) 107الانبياء .
وهناك العديد من المواقع الأثرية والتراثية الخالدة في بلد الله الحرام كعين زبيدة , وبئر طوى , وبئر التفلة , وهناك العديد من المساجد والتي لها خصوصيه لدى المحبين كمسجد بيعة الرضوان , ومسجد بلال , ومسجد الجعرانة , ومسجد الجن , ومسجد الراية , ومسجد المرسلات , ومسجد تمره , ومسجد الخيف , ومسجد الشجرة , وهناك مرقد آمنة بنت وهب عليها السلام في الأبواء , ومرقد خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها , والى جانب العديد من الأماكن التي دارت بها الغزوات الخالدة كبدر , وحنين .
وهناك من الآثار المتعلقة برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم , والموجودة بإسطنبول , وهي تحت العناية والرعاية للحكومة التركية شكر الله لها في مساهماتها لحفظها ورعايتها لها , خوفا عليها من الضياع .
ومن تلك الآثار ختم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وآثار قدميه , ومكحلته , وشعرات من لحيته وبعض ملابسه , إضافة الى رسائله صلى الله عليه و آله وسلم الى الملوك .
فمن ذلك نص رسائله صلى الله عليه و آله وسلم , الى المقوقس , والى أمير البحرين , والى هرقل , والى النجاشي , والى جيفر عبد بني الجلند .
وأما معجزاته صلى الله عليه و آله وسلم فحدث و لا حرج , فقمة معاجزه الكبرى هو القرآن الكريم , وانشقاق القمر والكثير ليس هذا موضعها .
ومن ذلك قصة سهيل بن عمرو ممثل قريش في صلح الحديبية وكان على رأس وفد قريش حين تعنت سهيل في الصلح , فغضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تعنت سهيل , فقال صلى الله عليه و آله وسلم لعمر بن الخطاب ( لعله يقف مقاما يسرك ياعمر فهدى عمربن الخطاب من ثورته ) .
وحينما توفى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم , وأخذت بعض القبائل اتجاهها نحو الرده , ( وقف عمرو بن سهيل بباب الكعبة وخطب في قريش وثبتهم على الدين ونهاهم محذرا من الرده , فحفظ الله أهل مكة عن الرده بموقف سهيل بن عمرو كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في الحديبية حين قال لعمر لعله يقف مقاما يسرك يا عمر ) فكان هذا هو الموقف الذي أخبر به رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وهو من المعاجر من دون شك .
ومن الآثار المكرمة الكعبة المشرفة فقد حدد ت الملائكة موضعها لآدم عليه السلام , وقام ببنائها ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ثم تولى العماليق وجرهم وخزاعة ثم قريش وزعيمهم أنذاك قصي بن كلاب جد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهناك مقام ابراهيم وحجر اسماعيل والحجرالاسود وميزاب الكعبة , وبئر زمزم والصفا والمروة والمسعى وجبل الرحمة بعرفات والمشعر الحرام والجمرات , فتلك من آثار مكرمة المكرمة .
وللصحابة الكرام دورا عظيما في تتبع مواطئ رسول صلى الله عليه و آله وسلم واماكن تواجده في كل موضع .
فكانوا يجلونها ويعطونها حقها من الاحترام والتقدير والبعض منها مكللة بالتقديس .
كان للعباس بن عبدالمطلب ميزاب يصب ماؤه على الطريق ففي ذات يوم صب ماء الميزاب على طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما , وكان عمر قد لبس ثيابه يوم الجمعة متوجها الى المسجد , وقد كان ذبح للعباس فرخان , فلما وافى الميزاب صب عليه من دم الفرخين دون علم العباس بمرور عمر , فأصاب عمر حين مروره من تحت الميزاب فغضب عمر فأمر بقلع الميزاب , فقلع الميزاب من موضعه , ثم رجع عمر فطرح ثيابه ولبس غيرها , ثم جاء فصلى بالناس .
فأتاه العباس فقال : يا أمير المؤمنين لقد قلعت الميزاب بناء على أمرك , ( فو الله انه الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فيه ) .
فقال عمر للعباس : عزمت عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ففعل ذلك العباس .
مما تقدم يتبين مقدار حب الصحابة والتابعين على حفظ الآثار النبوية مهما كانت ضئيلة في أنظارنا القاصرة , وانظر الى الأغيار من الناس كيف لا يقيمون لتلك الآثار معنى ولامقنى ولا يعطونها أدنى قيمة لزهادة الآثار في مفاهيمهم القاصرة , وتكون الاسباب والفوارق بيننا وبينهم هي الثقافات الشوهاء المغروسة في الأمة لعدم تعريف الأجيال بماهية الآثار .
وأما من تتلمذوا وتتثقفوا على يدي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم , فليست ثقافاتنا كثقافاتهم ولاحرصنا كما حرصهم , فلو كنا محبين لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي لتثقفنا بثقافاتهم وتعلمنا بعلومهم وحرصنا كحرصهم , وحبينا كحبهم , في كلما له علاقة برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم .
وأما من لم يكن له علم و لا ثقافة, فان شئنا أعذرناهم وإن شئنا لم نعذرهم على ذلك الحال .
نظرة موجزة الى الميزاب الخشبي الذي أعاده عمر في موضعه بعد أن أمر بإزالته لما تبين له أن من وضع ذلك الميزاب هو رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم .
أين هؤلاء الكرام الذين تتلمذوا على يدي رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وحافظو على ذلك التراث والميراث الخالد , وأيننا نحن من ذلك ؟ ميزاب خشبي لا يساوي في نظرنا شيئا أعاده عمر الى موضعه لأن له عنده قيمة ومقدار لكون رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم هومن وضعه في ذلك الموضع .
فمن أجل هذا وذاك كانوا صحابة كرام لرسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وحواريين وأمناء لهذه الأمه على إرثها وميراثها وتراثها العظيم .
فأين هؤلاء العظماء ممن يسعون جاهدين الى تغيير المعالم وإزالة الآثار وتدمير التراث بحجة الشرك والعياذ بالله , أليست تلك الدعاوي واهيه لا تستند الى دليل , إنه أمر يدعو للريبة والشك من مسلك أولئك الأقوام الذين لا يقيمون وزنا لأي أثر من الآثار .
فمن الواجب أن يكون لدينا معهد أمين للتنقيب عن الآثار لتتبعها وتحديد مواقعها لتقصي آثار من سبقونا من الأمم , لأن الجزيرة محل رحال وترحال الأمم والشعوب الماضية , إن الجزيرة العربية مهد الحضارات للجنس البشري بأجمعه , فلو أملت حجرا في جزيرة العرب في جبل أو سهل لنطق بما جهله الجاهلون وغفل عنه الغافلون .
ومن تلك الآثار المكرمة ثوب يوسف عليه السلام أليس أثرا بعثه الى والده بقوله ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ) 93يوسف, ومن الآثار المعظمة تابوت بني اسرائيل كما جاء في كتاب الله ( أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ) 248البقرة, وقد يسأل السائل عما بداخل التابوت , فنكفيك المشقة والبحث والعناء , فنقول لك إنها ثياب لموسى وهارون حذائيهما وعصاتيهما وبعض حاجياتهما مقرونة بالسكينة , لعظم تراث الأنبياء وآثارهم المعظمة .
كان بني اسرائيل يستنصرون بالتابوت على أعدائهم وكان النصر حليفهم , ولما سرق الكنعانيون ذلك التابوت تحول النصر والتمكين للكنعانيين لسبب تفريط بني اسرائيل في حفظ تراث الانبياء عليهم السلام .
أن بني اسرائيل فرطوا في آثار الأنبياء فكانت الهزائم حليفهم والنصر حليف أعدائهم , ولمااشتدت المعظلات على بني اسرائيل وتلاها الهزائم المتعاقبة والمصائب المتلاحقة , جدو في البحث عن الخلل الذي أصابهم , فشكو أمرهم الى نبي لهم , فعين لهم ذلك النبي حاكما عادلا , ولكنهم شرطوا على نبيهم ان يكون لذلك الحاكم دلالة وعلامه , فقال لهم نبيهم , إن آية ذلك أن يأتيكم التابوت تحمله الملائكة , فأتاهم التابوت حينما غيروا من سلوكهم , فعاد اليهم النصر والتمكين , ونكس أعدائهم على رءوسهم , قال تعالى : ( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ) 248البقرة, وقد يسأل السائل فيقول ذلك كفر أو يقول شرك , فنقول له إذا أنت تكذب صريح القرآن فأنت وشأنك هذه هي ثقافة القرآن وأما ثقافة الشك والضنون فهي بعيدة كل البعد عن ثقافة القرآن الكريم .
ومما تجدر الاشارة اليه إن العرب والمسلمين فرطوا كثيرا في آثار نبيهم محمد صلى الله عليه و آله وسلم وأخشى أن يكون سبب ذلك من المستشرقين الذين قاموا بنشر مثل تلك الثقافة على المسلمين , فتقبلها البعض للسذاجة وقلة التوسع في المعارف والعلوم .
فهل آثار يوسف شرك , وهل مقتنيات التابوت شرك , وهل كهف الرقيم شرك , فلوكان في التابوت ذرة من شرك لما حملته الملائكة وأحضرته الى بني اسرائيل .
ونعود الى مقام ابراهيم الخليل عليه السلام الذي قال لامرأة ابنه حينما رجلت شعر رأسه , ورأت أثر قدميه قد أثرتا على المقام الذي كان قائما عليه , فلما رأت أثر القدمين كبرت 3 : فقال ابراهيم الخليل ما شأنك : قالت أنظر الى أثر قدميك على المقام : فرد عليها قائلا : أحفظيه فسيكون له نباء وشأنا بعد حين .
وبقي ذلك المقام حتى حضر ابراهيم وبنى الكعبة مشاركا له ابنه اسماعيل عليهما السلام , فنزل من القرآن على أشرف الأنبياء والمرسلين بشان ذلك المقام قوله تعالى : ( و اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ) 125البقرة, فقد جعل سبحانه لذلك المقام آية ودلالة وعلامة , قائلا : ( فيه آيات بينات مقام ابراهيم ) 97العمران, ومقام ابراهيم ليس إلا أثرا من الآثار ولكنه أثرا معظما .
وأما الآثار في مجملها فلا يوجد في كتاب الله آية واحد تحث أو تدعو الى الهدم والازالة مطلقا , انظر معي رعاك الله الى قوله تعالى كانوا أشد منهم قوة وآثارا في الأرض ) 21غافر, وقال تعالىكانوا اكثر منهم واشد قوة وآثارا في الأرض ) 82غافر, ولم يشر الى هدم أو إزالة . وفي قوله تعالى : ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد , إرم ذات العماد , التي لم يخلق مثلها في البلاد , وثمود الذين جابوا الصخر بالواد , وفرعون ذي الأوتاد ) 10الفجر.
والآثار النبوية وما أدراك ما الآثار النبوية , ليست الا على ذات النسق الذي يحتم على العرب والمسلمين أن يحافظوا عليها لكونها تراثا عظيما لا نظير له .
نعلم يقينا بعلم القرآن أنه يوجد في العالم ثلاثة عناصر هم أشد الناس عداوة للنبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم ودعوته وآثاره ومقتنياته وما يتعلق به صلى الله عليه و آله وسلم , العنصر الأول : وهم من خالف موسى عليه السلام من اليهود : والعنصر الثاني من خالف عيسى عليه السلام ممن قالو إن الله ثالث ثلاثة , والعنصر الثالث وهم الأعراب : وقد يسأل السائل فيقول هل المقصود بهم البادية كما تشير اليه الآية الكريمة , فنقول لهم ليسوهم المقصودون من ذلك , قال تعالى في اليهود والذين أشركوا من النصارى : ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنو اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنو الذين قالو إنا نصارى ) 82المائدة, فقد جمع الله سبحانه اليهود المبغضين , ومشركي النصارى المبغضين في آية واحدة , وللعلم فان النصارى يختلفون عن مشركيهم اختلافا كليا .
وأما الاعراب فقد قسموا الى اربع مجموعات , المجموعة الأولى , قال تعالى : ( الأعراب أشد كفر ا ونفاقا ) 97التوبة, والمجموعة الثانية : ( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ) 98التوبة, والمجموعة الثالثة : ( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ) 99التوبة, والمجموعة الرابعة : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ) 20الأحزاب, فهذا الدين الخالد يواجه صراع مرير من الداخل والخارج لكون الجهل يغلب غلى الكثيرين منهم , ولذلك قيل في الأمثال : ( الناس أعداء ما جهلوا ) , وقال تعالى ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ) 0وقال ( إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم ) 100العمران, فلا يضير أولئك النفر أن يشوهوا تاريخنا وآثارنا ثم لا يبقى شيئا بعد ذلك , فاذا كان هذا الدين الخالد يواجه صراع مرير من الأعداء داخليا وخارجيا فلاشك إن كلما له علاقة بالآثار النبوية أو الصحابة والتابعين يلاقون نفس المصير من الطمس و الازالة و الإبادة مع التحليل والتحريم .
فلقد شنو هجمة شرسة على المواقع الأثرية من جبال ووهاد ومواقع ومآثر من دون استثناء , وقد أبتلي جبل حراء وجبل ثور بفئات من الناس , فيئة محبه له بمحبة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم له وأصحابه , وفيئة مبغضه له بغض كراهية , نتيجة لما ينشره الأغيار للجهل المترسب وكساد التوجه , لا سباب عدم علمها بمحبة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لهذا الجبل , وقد يكونون معذورون أو غير معذورون , والأنسان بطبيعته عدوا لما جهل , لأن الجهل متى يطبق بتلابيب الإنسان يهوي به الى المجهول .
وجبل حراء وما أدراك ماهو إنه من الجبال المكرمة و المعظمة , كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يتعبد فيه وإن كان صلى الله عليه و آله وسلم ولد نبيا .
لقد رأى صلى الله عليه و آله وسلم جبريل عليه السلام وهو في هذا الجبل وقد سد جناحيه الأفق .
نزل جبريل على النبي صلى الله عليه و آله وسلم بالوحي المطهر وهو في غار حراء : فقال له: (اقرأ باسم ربك الذي خلق , خلق الأنسان من علق , اقرأ وربك الأكرم , الذي علم بالقلم , علم الأنسان مالم يعلم ) .
نعم كان مهبط نزول الوحي في غار حراء ثم أصبح حراء أثرا مباركا , لا يحتوي على قداسة تعبدية ولا فضيله محسوبة سوى العظة و العبرة و الاقتداء برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم متصورا الصاعد اليه المشقة والمعاناة وهكذا كان يصعد صلى الله عليه وآله وسلم , وهل كان صلى الله عليه و آله وسلم يجد ذات المشقة في ذلك الصعود كسائر الناس ؟.
صعد النبي صلى الله عليه و آله وسلم جبل حراء ذات مرة مع بعض أصحابه : ( فرجف بهم جبل حراء , فأمره النبي صلى الله عليه و آله وسلم أن يسكن قائلا : ( أسكن حراء ) فسكن .
قال أبو هريرة رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كان على جبل حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة , فقال صلى الله عليه و آله وسلم (( اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد )).
ان زيارة الزائر لجبل حراء وصعوده اليه , تذكره بزيارة النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله , وتذكرالصاعد بزيارة أصحاب النبي الكريم رضوان الله عليهم اجمعين , فزيارة الزائر لحراء تذكرة وعضة بزيارة التابعين وتابعيهم بإحسان , حتى وصل ذلك الأمر إلينا متوارثا .
فكل أثر له قصة ولكل قصة موعظة واعتبار , وفي المدينة المنوره من الآثار الشيء الكثير من بيته ومسجده صلى الله عليه وآله وسلم , ومسجد قباء , والسبعة المساجد , وجبل أحد الذي قال صلى الله عليه وآله وسلم يحبنا جبل أحد ونحبه , وبقيع الغرقد , وغير ذلك من الأماكن والمعالم .
والعلماء الكرام لهم وقفات حول احياء التراث والآثار والمحافظة عليها , والنظر اليها بدوام الرعاية والحماية , كان من دواعي همومهم كي لا تتخللها الشركيات , أو يتعبدها الناس من دون الله , وتكون الأمة بذلك التوجه قد سلكت ابواب الشرك , وحتى لاتدخل في دهاليزه المظلمة , ونقول لهم إن الشعوب اليوم أكثر وعيا وذكاءا من ذي قبل , والخوف والتخويف هو ما جعل المسلمين في مصاف الشعوب المتخلفة , لكن الأمة على أية حال بحاجة دائما الى توجيه وعناية , ولانجعل التخويف شماعة يساهم في تخلفنا وبعدنا عن مصاف الأمم , كان على المسلمين وعلمائهم أن يكونون في مقدمة الأمم , ولانكون من ذلك الشيء ترك كل شيء , فمن المسلمات بناء الأمة بناءا ثقافيا وعلميا لئلا نكون كالنعام الذي يدفن رأسه في الرمال ,فكل أمة من الامم لديها علماء آثار ومفكرين , لكونهم يساهمون مساهمة فاعلة لأخراج الأمة من دائرة الخوف والشك الى دائرة اليقين .
فليس من المعقول أن يستبيحنا الشك والخوف بهذه الكيفية وينتابنا الوهم والخوف من الشرك لكونه خوف غير مبرر ثم على أثره يضيع على أجيالنا ثراثا اسلاميا عريقا , إن الثقة بالنفس هي روح الحياة , ولاحياتا من دون روح , ومتى ما فقد الانسان الثقة بالنفس وجعل من الخوف شعارا ومن الجبن دثارا فلاقيمة للحياة عند ئذ , وسيخرج ذلك الانسان من دائرة الحياة كانسان , ومتى خرج فلاوجود له , فالأموات هم الذين لايخلفون أثرا .

الشريف عبدالرحمن أبلج