الخشــوع وجعلت قرة عيني في الصلاة

[محمد عبد القادر بوكريطة الحسني]

بسم الله الرحمن الرحيم الخشــوع وجعلت قرة عيني في الصلاة أحلى ما قال السلف < ]عبد الله بن عباس ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها . ]عمر بن الخطاب إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل له صلاة ... لا يتم خضوعها وإقباله على الصلاة فيها . ]ابن الجوزي إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك و إما تتخذ معبوداً يليق بصلاتك!! ]ابن رجب و أصل الخشوع هو لين القلب ورقته أو سكونه وخضوعه وانكساره وحرقته, فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لأنها تابعة له . ]حاتم الأصم سُئل حاتم الأصم : كيف تخشع في صلاتك؟؟ قال: بأن أقوم فأكبر للصلاة ... وأتخيل الكعبة أمام عيني , والصراط تحت قدمي, والجنة عن يميني والنار عن شمالي, وملك الموت ورائي, وأن رسول الله يتأمل صلاتي , وأظنها آخر صلاة, فأكبر الله بتعظيم وأقرأ بتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخشوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته, ثم أسلم ولا أدري أقُبِلت أم لا !! [IMG]file:///C:\DOCUME~1\RZINFO\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.jpg[/IMG] الخشوع .... روح الصلاة طاعة اليوم هي الخشوع في الصلاة.. وهي طاعة في غاية الأهمية.. لان الخشوع هو روح الصلاة... والصلاة الكاملة التي يؤديها المرء بخشوع وحضور قلب تعد راحة للقلب وقرة للعين ... ومن المعلوم أن الصلاة على غير الخاشع في منتهى الصعوبة[IMG]file:///C:\DOCUME~1\RZINFO\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image002.gif[/IMG]{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌإِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِين}َ أي إنها شاقة وصعبة على الذين لا يخشعون في صلاتهم حتى لو كانت صلاة سريعة وعلى العكس من ذلك فان الخاشع في صلاته ولو أطال فيها يحس إنها سهلة قصيرة يسيرة. ولا يخشع في صلاته إلا من أحب الله حقا وصدقا ... يقول ابن تيمية : "مساكين أهل الدنيا ..خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها!! فقيل له: وما أحلى ما فيها؟؟ قال: حب الله عز وجل". فأنت مسكين يا من لم تجرب البكاء في صلاتك بين يدي ربك جل وعلا. مراتب الناس في الصلاة: الناس في الصلاة على مراتب خمس.. الأول:الذي لا يحافظ على صلاته: لا على وقتها ولا على وضوئها, ولا على أركانها الظاهرة (القيام و الركوع والسجود...) ولا على خشوعها... فهذا (معاقب) على إجماع العلماء. الثاني:الذي يحافظ على الوضوء والصلاة والأركان الظاهرة ولكن بلا خشوع وهذا (محاسب) على صلاته حسابا شديدا. الثالث:محافظ على الوقت وعلى الوضوء و الأركان الظاهرة ويجاهد شيطانه فيخشع لبعض الوقت ويسهو لبعض الوقت, فالشيطان يختلس من صلاته ويسرق منها بين الحين والآخر. فهو في صلاة وجهاد وله أجران: أجر الصلاة وأجر الجهاد. الرابع:محافظ على الوقت و على الوضوء وعلى الأركان الظاهرة وخاشع في صلاته ( وهذا النوع نادر في المسلمين) . الخامس:محافظ على الوقت والوضوء والأركان الظاهرة... والأكثر من ذلك أنه خلع قلبه وأسلمه لله عز وجل فهو ليس في الدنيا... بل صار في مناجاة مع الله ... ولعل هذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : "وجعلت قرة عيني في الصلاة". فهل يمكن أن نصل إلى هذه المرحلة ؟!